الصويرة..انطلاق فعاليات الدورة الـ 19 لمهرجان ربيع موسيقى “ليزاليزي”
انطلقت، مساء الخميس بـ “دار الصويري” بالصويرة، فعاليات الدورة الـ 19 لمهرجان ربيع موسيقى “ليزاليزي”، وهو حدث استثنائي مخصص لموسيقى الغرفة والفن الغنائي (الليريكي)، من خلال برمجة حفل بديع بعنوان “بيتهوفن المندفع”. وتم إحياء هذا الحفل الموسيقي، المدرج ضمن قائمة تضم أزيد من عشر حفلات موسيقية مبهجة ونادرة بمواضيع تنشد الإنسانية في أبهى صورها وتجسيداتها، ببراعة واحتراف غير مسبوقين، من طرف غيوم فانسون الحائز على جائزة “مارغريت لونغ ثيبو”، في البيانو، يرافقه في هذه المغامرة الجميلة عازف التشيلو برونو فيليب الفائز في مسابقة تشايكوفسكي، وعازف الكلارينيت الحاصل على جائزة “فيكتوار” للموسيقى رافاييل سيفير، وعازف الكمان الفائز بالجائزة الدولية للأوركسترا الفيلارمونية المغربية إلياس دافيد مونكادو.
وتميز الحفل الافتتاحي لهذا المهرجان، الذي يعد بأن يكون غنيا ومذهلا بتركيزه على مواضيع القرب والعاطفة والتقاسم الذي يفسح المجال للاستماع الصوتي الخالص، بحضور على الخصوص، أندري أزولاي، مستشار الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة – موكادور، والقنصل العام لفرنسا بمراكش فيليب كازيناف، بالإضافة إلى شخصيات أخرى.
ولما يقرب من ساعة ونصف، حظي جمهور كبير من هواة هذا النوع من الموسيقى الأنيقة والراقية، من الصويرة وأماكن أخرى، بفرصة السفر في رحلة مثيرة عبر ريبرتوار موسيقي غني وأصيل لبيتهوفن. ففي أجواء احتفالية، حظي رواد المهرجان بفرصة الاستمتاع بسحر مدينة الصويرة وتذوق ترحابها وكرم ضيافتها، وذلك على إيقاعات الموسيقى الكلاسيكية العالمية، التي يتم التغني بها من المغرب، أرض السلام والتعايش.
وأكد أزولاي، في تصريح للصحافة، أن “هذا المهرجان هو احتفال مغربي، واحتفال صويري، ونحن فخورون للغاية بأن نستقبل في الصويرة موسيقيين موهوبين جدا يجتمعون هنا في كل سنة”، مضيفا “لقد تشرفت جدا بهذا الحفل الافتتاحي حول بيتهوفن، الذي أحياه موسيقيون شباب”. وقال أزولاي “مع اختيار منح موسيقى الغرفة عاملي الحميمية والقرب، يمكن للجميع تلمس الموسيقى بفكره ويديه. نحن في نفس الفضاء ونفتخر تماما بأن الصويرة تشكل، منذ 20 سنة تقريبا، موعدا لعشاق الموسيقى الأكثر تطلبا”.
وأضاف “ليس لأننا في المغرب، سنقدم موسيقى الغرفة بشكل متواضع.. نحن هنا نقدم هذا النوع من الموسيقى بمعايير الجودة وبمستوى وموهبة استثنائيين يمكن أن يثيرا غيرة العديد من العواصم الأوروبية الكبرى”.
وتابع أزولاي “يمكن للمغرب أن يفخر، والصويرة سعيدة جدا بمنح هذا الموعد لموسيقى عظيمة وعالمية، لأنه بالنسبة للموسيقى، ليست هناك حدود ولا جواز سفر ولا دين”، مذكرا بأن “الموسيقى هي موروثنا المشترك، وفي الصويرة هي بصمة المدينة”.
وخلص إلى أنه، مع كل الأنواع الموسيقية التي تضرب موعدا لها هنا في مدينة الصويرة، فإن هذه البصمة أضحت، من دورة إلى أخرى، أكثر قوة وشرعية وبعدد متزايد من الأصدقاء والمحبين.
وفي سعيها الدائم نحو التميز، أعدت جمعية الصويرة – موكادور، الجهة المنظمة لهذا المهرجان الذي يستمر إلى غاية 28 أبريل الجاري، برنامجا غنيا بما يكفي لإرضاء جميع الأذواق، من خلال عشرات الحفلات الموسيقية التي ستعمل على استغلال العديد من الفضاءات الرمزية بالمدينة، من بينها دار الصويري، وفضاء “بيت الذاكرة”، وكنيسة الصويرة أو ساحة برج الساعة. ويجسد اختيار هذه الفضاءات التاريخية ذلك الاهتمام بالقرب لدى المنظمين، وكذا الرغبة في إتاحة الفرصة لمدينة بأكملها للترحيب بضيوفها في أجواء من الحميمية والتبادل والتقاسم والمشاعر.
ويعد “ربيع موسيقى ليزاليزي”، بروحه ونهجه وأهدافه، مناسبة لاستعراض الأعمال الأكثر استماعا وتقديرا من طرف الجميع. ولذلك، يقدم هذا المهرجان “استماعا حميميا يمنح كل نبله وعمقه لموسيقى الغرفة والفن الغنائي (الليريكي)”.
وستتميز دورة هذه السنة ببرمجة غنية ومتنوعة، حيث ستعرف حضور ثلة من أبرز الفنانين الذين طبعوا النسخ الماضية للمهرجان، من خلال برمجة مميزة، إذ سيتم تخصيص كل حفلة موسيقية لملحن فريد.
وسيحظى جمهور المهرجان بفرصة الاستمتاع بالمجموعة الموسيقية لروما، المدعوة لإحياء حفلة موسيقية بعنوان “فيفالدي الممجد”، بينما سيؤدي الثلاثي “ميترال” بشكل كامل “ثلاثي مندلسون”.
وخلال هذا المهرجات، سيتم الاحتفاء بالشاعر “شوبير” من قبل الرباعي “هانسون”، في حين سيحتفي الثنائي “ميترال – فانسون” بالموسيقي روبير شومان.
ولأن الفن الغنائي (الليريكي) كان على الدوام جزء مهما من مهرجان “ليزاليزي”، فإن السوبرانو ماري – لور غارنيي ستحيي عرضا موسيقيا حول “برامز”.
وستختتم فعاليات المهرجان بحفل فني كبير يحييه الفنان المغربي، حمزة بناني سميرس، من خلال تقديمه لعرض بعنوان “الجنون الناعم لساتي”، الذي يجمع بين روائع الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز.