17 سنة على رحيل أيقونة التحكيم المغربي ..سعيد بلقولة
اليوم 15 يونيو 2019 تحل الذكرى 17 لوفاة أيقونة التحكيم المغربي المشمول بعفو الله ورحمته سعيد بلقولة .
سعيد بلقولة، من مواليد 30 غشت بمدينة تيفلت سنة 1956 وتوفي في 15 يونيو 2002، حكم كرة قدم مغربي دولي سابق.
شق طريقة في الحياة حتى حصل على الشهادة الجامعية، بعد ذلك التحق بسلك الجمارك في مدينة مكناس بوظيفة مفتش جمركي، دخل عالم التحكيم في عام 1983عبر مدرسة تأهيل الحكام، حيث استمر في ذلك حتى حصل على فرصة الدخول للتحكيم في الدوري المغربي ، و في عام 1990 قاد الراحل سعيد بلقولة أول مباراة له في الدرجة الأولى،
في عام 1993 حصل على الشارة الدولية، وكانت أول مباراة يقودها المرحوم سعيد بلقولة (في نطاق بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس بين فوردان من غانا وغورية من السنغال.
سجل الحكم المغربي المرحوم سعيد بلقولة مجدا للأفارقة والعرب بإدارته بدراية واقتدار المباراة النهائية لكأس العالم، يوم 12 يوليوز 1998 بملعب سان دوني بباريس بين المنتخبين الفرنسي والبرازيلي (3-0).
أول حكم عربي وإفريقي ينال شرف قيادة نهائي كأس العالم، بعدما حظي بثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رغم وجود قضاة ملاعب عالميين أكفاء، وفي مقدمتهم الحكم الإيطالي الشهير بييرلويجي كولينا.
حقا، لقد كان للحكم بلقولة من الإمكانيات والمهارة وقوة الشخصية ما أهله للنجاح في مهمته، وكان في مستوى أرقى من مستوى المباراة نفسها، رغم أن الراحل كان منتوج بطولة هاوية وقاد مباراة نهائية جمعت منتخبي بلدين تمارس فيهما كرة القدم بنظام احترافي نموذجي، ومع ذلك لم يناقش أحد آنذاك هذا الفارق لأن الرجل متمرس وفي مستوى المهمة، وقد كان وسيبقى نموذجا يحتذى به.
وخلال مونديال فرنسا، قاد ابن مدينة تيفلت والمفتش بإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، مباراتين في دور المجموعات، الأولى جمعت يوم 25 يونيو بباريس بين ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية (2-0)، والثانية ببوردو بين الأرجنتين وكرواتيا (1-0)، قبل أن يتم اختياره لإدارة النهائي.
وقبل المونديال الفرنسي ببضعة أشهر أدار بلقولة المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأمم ببوركينافاسو، والتي جمعت بين المنتخبين المصري والجنوب إفريقي (2-0). وفي ذات السنة نال المرحوم بلقولة مجموعة من الجوائز ، بمنحه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الميدالية الذهبية كأفضل حكم في المونديال وجائزة “الصافرة الذهبية” كأفضل حكم عربي وأحسن حكم إفريقي، فضلا عن توشيحه من قبل جلالة المغفور له الحسن الثاني بوسام ملكي.
وبعد تألقه في المونديال وقيادته نهائي الحدث الأبرز على الإطلاق كرويا، دعاه الاتحاد الياباني لكرة القدم لقيادة بعض مباريات الدوري المحلي، قبل أن يباغته مرض السرطان الفتاك، وتخطفه يد المنون وهو في سن الخامسة والأربعين. رحل بلقولة إلى دار البقاء في عز المونديال الكوري الجنوبي-الياباني، حيث حمل زملاؤه قضاة الملاعب الشارة السوداء حدادا ونعاه رئيس (الفيفا) السابق، السوبسري جوزيف بلاتر بقوله “سنحتفظ بذكرى جميلة عن سعيد بلقولة. في مونديال 1998 كان الراحل معنا في تلك التظاهرة الرائعة”.