مكناس – توقيف “حلايقي” هدد بتوقيف رجل أمن عن العمل
أحالت عناصر الشرطة القضائية بالدائرة السابعة، التابعة للمنطقة الثانية للأمن بمكناس، يوم الاثنين الماضي، على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالمدينة، صانع فرجة “حلايقي” بساحة “الهديم”، إذ أمر بوضعه رهن تدبير الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي تولال2، بعد متابعته من أجل جنح إهانة موظف عمومي أثناء قيامه بمهامه وارتكاب العنف في حقه، وإهانة هيأة منظمة، والعصيان، في انتظار الشروع في محاكمته طبقا لفصول المتابعة.
وذكرت جريدة “الصباح” نقلا عن مصادرها، أن القضية انفجرت، منتصف نهار السبت الماضي، عندما كان الشرطي يزاول مهامه الاعتيادية بساحة “الهديم” التاريخية بمكناس، إذ أثارت انتباهه سيارة متوقفة بمكان غير مسموح فيه بالوقوف، كانت تقودها امرأة وبجانبها يجلس المتهم، توجه الشرطي صوب السيارة وطلب من صاحبتها مده بوثائق المركبة لتفحصها، قبل أن يشعرها بنوع المخالفة التي ارتكبتها، لحظتها تفاجأ بمرافقها يأمرها بصوت مرتفع بعدم تسليمه وثائق السيارة.
وتجاوز المتهم وهو من مواليد 1969 بالعيون، حدود تحريض مالكة السيارة على عدم تسليم الوثائق للشرطي، إلى خطوط حمراء، تمثلت في تهديد الأخير بفصله عن العمل، متوعدا إياه بأشد العقوبات المهنية، مدعيا عمله سائقا خاصا لشخصية ذات نفوذ كبير، قبل أن يواصل تهديداته له بالعمل، هذه المرة، على التقاط صور ومقاطع فيديو للموظف الأمني بغرض نشرها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ثم ترجل من السيارة وتقدم نحوه وأمسكه بقوة من زيه الرسمي، بما فيها نياشين الكتف، وأطلق حنجرته للصراخ بصوت عال، محدثا بذلك فوضى عارمة، على مرأى ومسمع من المارة، ما دفع الشرطي إلى بعث برقية لقاعة المواصلات، ساعتها أحكم المتهم قبضته على الأمني، وهو مقدم شرطة يعمل بفرقة التدخل السريع، وأمر المخالفة لقانون السير بالفرار بسيارتها، الشيء الذي لم تتأخر لحظة في الاستجابة له.
ولم يكتف صانع الفرجة، بساحة “الهديم”، بهذا القدر من إهانة وتهديد الموظف الأمني، بل تعداه إلى حد إحداث فوضى مماثلة داخل مصلحة المداومة، التي كانت تؤمنها وقتها الدائرة السابعة للشرطة بالزيتون، بعدما تسبب في عرقلة سير عمل المداومة الاعتيادي، من خلال إمطار الأمنيين العاملين بالدائرة بوابل من عبارات السب والقذف بألفاظ نابية، مهددا إياهم بالطرد من العمل، على مرأى ومسمع من المرتفقين، قبل أن يشرع في ترديد شعارات وطنية بصوت مرتفع.
وواصل المعني بالأمر تهديداته للعناصر الأمنية بالعمل على فضحها ونشر غسيلها على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ادعى توفره على أشرطة مسجلة بالصوت والصورة، توثق لفضائح رجال الأمن، متهما إياهم بالارتشاء وعدم النزاهة، حسب تصريحاته.
وجرى وضع الموقوف، متزوج وأب لخمسة أبناء، رهن تدبير الحراسة النظرية لفائدة البحث والتقديم، تحت إشراف النيابة العامة المختصة بابتدائية مكناس، قبل أن يكشف تنقيط هويته بالناظم الآلي بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية أن سجله العدلي حافل بالعديد من السوابق القضائية، في الفترة ما بين 31 غشت 2002 وسابع نونبر 2007، قضى بموجبها عقوبات سالبة للحرية، مختلفة المدد، من أجل العنف، وإهانة موظف عمومي أثناء قيامه بمهامه، والإيذاء العمدي، وخيانة الأمانة.