هؤلاء جنود خفاء حاربوا كورونا في صمت
ليسوا أطباء ولا ممرضين ولا حتى من رجال الأمن الذين يشرفون على تنفيذ إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، ولكنهم أناس اعتادوا العمل خارج دائرة الضوء بالمغرب، رغم أن دورهم بمكافحة الجائحة لا يقل عن الفئات سالفة الذكر.
وفي الأيام الأخيرة حقق المغرب تقدما ملحوظا في مكافحة الفيروس وبدأ يسجل عددا قليلا من الإصابات يوميا، ووصل إلى صفر وفيات، وتعافي نحو ثلثي مصابيه الذين لم يصل عددهم 8 آلاف بعد.
هذا التقدم لم يكن ليحدث بدون عامل النظافة الذي يجمع مخلفات المستشفيات بما فيها كورونا، أو زملائهم في المؤسسات الطبية الأخرى، وغيرهم من عمال دفن الموتى، ورجال الإسعاف، وحتى المعلمين الذين واصلوا التعليم عن بعد، وغيرهم الكثير ممن يعملون خارج دائرة الضوء.
ومؤخرا، طالب نشطاء على مواقع التواصل بتركيز الضوء على مثل هذه الفئات ممن سموهم بـ”جنود الخفاء”، وعدم الاقتصار على شكرهم، ولكن بالعمل على رفع أجورهم.
عمال النظافة
يعتبر عمال النظافة من بين رجال الخط الأمامي لمواجهة كورونا، خاصة في ظل عملهم الدائم على جمع النفايات في كل مكان، بمن فيها مخلفات المستشفيات.
ورغم العمل الكبير الذي يقوم به هؤلاء العمال، إلا أن الأضواء لا تسلط عليهم، ويبقون يعملون في صمت في ظل تدني أجورهم والمخاطر التي تهدد صحتهم، وعملهم المضني الذي يكون في الصباح الباكر أو ليلا والناس نيام.
كما يعمل الكثير من العمال المكلفون بالنظافة والتعقيم داخل المستشفيات والمؤسسات الطبية لتنظيف الغرف وجميع أماكن المستشفيات.
ورغم أجورهم المتدنية إلا أن هؤلاء ومعظمهم من النساء، يعملون بتفان كبير من أجل الحفاظ على نظافة المكان، وهو محدد ضروري للوقاية من الفيروس وللحفاظ على صحة الأطباء والممرضين الذي يوجدون في الخط الأمامي لمواجهة كورونا.
الطهاة
تعمل بعض المطاعم والفنادق على توفير عدد كبير من الوجبات لفائدة الأطر الطبية (أطباء وممرضون وعمال المستشفيات).
واختار عدد من الأطباء المكوث في الفنادق، مخافة نقل العدوى لأهاليهم، ومن هنا كانت أهمية الطهاة الذين يعدون الطعام للأطر الطبية.
المتبرعون
ظهر على السطح في زمن كورونا، تضامن كبير من طرف المغاربة، حيث تبرع عدد منهم من شتى الفئات، لفائدة الصندوق الحكومي المخصص لذلك، أو دعم عدد من المتضررين.
وقررت السلطات المغربية، منتصف مارس/آذار الماضي، إنشاء صندوق خاص لمواجهة “كورونا”، بمبلغ 10 مليارات درهم (مليار دولار)، لتمويل عملية تأهيل الآليات والوسائل الصحية، ولدعم القطاعات الأكثر تضررًا من الفيروس، كالسياحة، والتخفيف من التداعيات الاجتماعية للجائحة.
كما قرر أفراد وشركات ومؤسسات حكومية التبرع لصندوق “الاقتصاد الوطني”، حتى بلغ رأسماله نحو 30 مليار درهم (3 مليارات دولار).
الإعلاميون
الإعلاميون أيضا يعتبرون في الصفوف الأمامية لمواجهة فيروس كورونا، حيث يعمل عدد منهم على نقل الأخبار سواء من المستشفيات أو الأسر المتضررة أو لدى الشركات أو بين الأهالي.
وينقل الإعلاميون الأخبار المتعلقة بهذه الجائحة، حيث اعتمدوا على وسائل وقاية جديدة، خصوصا العاملون في الميدان.
وحافظت الصحف على إصدارها بشكل إلكتروني (بي دي إف)، بعد توقفها نحو شهرين من الصدور بسبب الجائحة.
ويرى عدد من الإعلاميين أن كورونا فرضت تغيير وسائل عمل الإعلاميين، حيث أمسى ضروريا توفير صحافة علمية متخصصة، فضلا عن صحافة البيانات لتحليل الكم الكبير من المعلومات المتدفقة في زمن كورونا.
المعلمون والمبتكرون
على الرغم من توقف الدراسة منذ أكثر من شهرين، إلا أن المعلمين استمروا في عملهم عن بعد رغم عدم إلمام عدد منهم بتقنيات التدريس عن بعد.
وفي الوقت الذي انخرط عدد منهم في التدريب من أجل الاستمرار في تعليم التلاميذ، في ظل جائحة كورونا، طفا على السطح عدد من المبتكرين المغاربة، صنعوا أجهزة تنفس لفائدة المستشفيات.
*المكلفون بدفن موتى
العمال المكلفون بدفن الموتى معرضون للخطر أيضا، وواصلوا عملهم بتفان ونكران للذات.
جنود الخفاء الآخرون
ويوجد عدد كبير من جنود الخفاء لمواجهة كورونا، من بينهم الأطباء الشرعيون، وسائقو سيارات الإسعاف.
الأطباء الشرعيون أحد المهن الصعبة، خصوصا أنهم يعملون على تشريح الجثث لمعرفة الأسباب، ولذلك فإن مخاطر انتقال الفيروس كبيرة.
ومن بين جنود الخفاء، سائقو سيارات الإسعاف، حيث ارتفعت وتيرة عملهم في هذه الفترة، وبات عملهم لا يفرق بين الليل والنهار، ومستعدون لنقل المصابين في أي وقت وحين.
المصدر: الأنتاضول