احترام دقيق للتدابير الوقائية ضد كوفيد-19 بأسواق المواشي
سيدي بوعثمان (إقليم الرحامنة) – على بعد أيام قليلة من حلول عيد الأضحى، تشهد أسواق عرض المواشي والأسواق الأسبوعية بإقليم الرحامنة تعبئة كبيرة قصد السهر على الاحترام الدقيق للتدابير الوقاية والسلامة من فيروس “كورونا” من طرف السلطات المختصة.
وهكذا، لا تدخر السلطات الإقليمية وقطاع الفلاحة والمصالح الأمنية، بمختلف فئاتها، وفاعلو المجتمع المدني، أي جهد ويعملون بشكل مكثف وبتنسيق وثيق حتى تمر التحضيرات لعيد الأضحى في أفضل الظروف واحترام صارم لقواعد النظافة والوقاية.
وعاينت وكالة المغرب العربي للأنباء بالسوق الأسبوعي “اثنين سيدي بوعثمان” (على بعد حوالي 50 كيلومترا من ابن جرير عاصمة إقليم الرحامنة) داخل الفضاء المخصص لتسويق الأضاحي، امتثالا للتدابير الحاجزية من قبيل ارتداء الكمامات الواقية واحترام التباعد الجسدي ووضع المعقمات الكحولية رهن إشاره البائعين.
وفي الوقت الذي يأتي فيه عيد الأضحى هذه السنة في ظل ظرفية استثنائية ناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد، ضاعفت السلطات الإقليمية ومختلف المصالح التابعة لوزارة الفلاحة، لاسيما المديرية الإقليمية للفلاحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، تحت إشراف السلطات المحلية، من اليقظة حتى يكون عرض الأضاحي “مرضيا” ومطابقا لمتطلبات الجودة والسلامة الصحية.
ويتمثل الهدف الأسمى في صون السلامة الصحية للمواطنين وتمكينهم من قضاء عيد الأضحى في ظروف جيدة يطبعها الفرح والطمأنينة.
وداخل هذا السوق الأكثر أهمية على الصعيد الاقتصادي إقليميا، وعلى غرار أسواق أخرى بالرحامنة، تقود لجان محلية مختلطة تضم مختلف الأطراف المعنية، حملات تواصلية وتحسيسية، وكذا مراقبة الاحترام الدقيق لقواعد الوقاية والنظافة.
وفي هذا الإطار، لا يتردد أعضاء اللجان المذكورة في تنبيه الزوار وبائعي المواشي بضرورة التقيد بالتباعد الجسدي، مع إرشادهم إلى مختلف النصائح ومنحهم دليلا عمليا مرتبطا بالتدابير الصحية والوقائية والتنظيمية المرتبطة بعيد الأضحى، الذي أعدته وزارتا الداخلية والفلاحية.
وتماشيا مع التدابير المتخذة من طرف السلطات المختصة، تم تنظيم عمليات واسعة للتعقيم والتطهير لمختلف التجهيزات ومرافق السوق، إلى جانب تهيئة مرائب خارج السوق لتعقيم الشاحنات والمركبات وترسيم فضاءات عرض المواشي وتهيئة مدخل ومخرج خاص قصد ضمان الانسيابية داخل السوق وتفادي الاختلاط والتجمعات.
وبالمناسبة، أبرز المدير الإقليمي لوزارة الفلاحة بالرحامنة، عبد العزيز آيت امبيريك، أهمية ووجاهة التدابير الوقائية والاستثنائية المتخذة بهدف تنظيم عيد الأضحى، مع تمكين البائعين من عرض وتسويق مواشيهم بهذه المناسبة.
وقال السيد آيت امبيريك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “قمنا بتشكيل لجنة محلية تسهر على الاحترام الدقيق للتدابير الوقائية الرامية إلى مكافحة انتشار (كوفيد-19)”، منوها بالعمل المبذول من قبل هذه اللجنة خاصة في مجال تحسيس المواطنين ومراقبة احترام القواعد المعمول بها.
وأكد على أهمية عرض المواشي لهذه السنة، الذي “يستجيب تماما لمتطلبات الجودة والأسعار”، مذكرا بأن جهودا كبيرة بذلت من طرف قطاع الفلاحة من أجل دعم علف الماشية لمواجهة تداعيات كوفيد-19 والجفاف.
وذكر أيضا، بأن “سوق سيدي بوعثمان يعرف عرض حوالي 6 آلاف رأس من الماشية، ونسهر بشكل صارم على احترام مختلف التدابير الضرورية لحماية السلامة الصحية للمواطنين”.
من جانبه، شدد عبد الله منصوري، من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، على الظروف الاستثنائية التي يمر فيها عيد الأضحى هذه السنة، بسبب انتشار فيروس “كورونا”، مسجلا أن مجموع الأطراف المعنية اتخذت التدابير الوقائية الخاصة المرتبطة ببيع الماشية الموجهة للذبح خلال هذا العيد.
ودعا السيد منصوري، في تصريح مماثل، مجموع المواطنين إلى التقيد بتدابير وشروط النظافة والوقاية والسلامة الصحية المقررة من طرف السلطات المختصة، منذ شراء أضحية العيد وإلى غاية ذبحها من طرف أشخاص مرخص لهم بأداء هذه المهمة.
وشدد على ضرورة شراء الأغنام المرقمة من طرف مصالح مكتب (أونسا) بواسطة حلقة صفراء بالأذن، بعد خضوعها لمراقبة الجودة والصحة.
ووفقا للمديرية الإقليمية للفلاحة بالرحامنة، فقد تم على مستوى الإقليم، في إطار عملية عيد الأضحى، ترقيم حوالي 333 ألف رأسا من الأغنام والماعز (9800 مربي).
وبخصوص قطاع تربية المواشي على صعيد الإقليم، فيضم أزيد من 750 ألف رأس من الأغنام والماعز، إلى جانب حوالي 70 ألف من الأبقار لفائدة 29 ألف من مربي الماشية.