حرب التشاؤم في العالم الإفتراضي
سليمة الجوري
يتسائل العديد من المغاربة وضمنهم المراكشيين عن أسباب التذمر والشؤم الذي أصبح يطغى في معاملاتنا اليومية بشكل ملحوظ وبارز خصوصا في صفوف الفئات الشابة المدمنة على الفايسبوك التي تقوم بتحميل المسؤولية في كل كبيرة وصغيرة للدولة وحتى الفشل الذي يمكن أن يعترض الأفراد في حياتهم فمرده للدولة
الأسباب والدوافع وعلى الرغم من أنها واضحة بشكل جلي للمتخصصيين والأكاديميين إلا أنها تبقى صعبة الفهم على المواطن العادي الذي لا يتقن تحليل الكم الهائل من صور البؤس الإجتماعي التي يتلقاها بشكل متواصل من شبكات التواصل الإجتماعي والخطابات والشعارات السوداء التي تحرض على كراهية المؤسسات وأجهزة الحكومة وفق سياق مدرروس يهدف لزعزعة الإستقرار والأمن العامالسياق المدروس والمنتظم المعادي للتوجهات الحكومية و أجهزة الدولة يظهر جليا عبر الفيديوهات المفبركة سواء لفيديوهات قديمة وإعادة بثها على أنها وقائع جديدة وأيضا عبر تداول فيديوهات و صور من سوريا وليبيا وإعادة بثها على أنها لمواطنين مقهورين من مراكش أو طنجة أو الحسيمة أو مداشر وقرى بالمغرب .الخطير في العملية برمتها هي أن رواد الفايسبوك وبعد مغادرة العالم الإفتراضي يتعاملون مع العديد من الأخبار الزائفة التي توصلوا بها عبر الإنترنيت على أنها وقائع حقيقية وبالتالي يعيدون إنتاجها وصياغتها والتعليق على وقائعها على أساس أنها صحيحة وبالتالي نصبح أمام مواطنين يعيشون بمعزل عن الواقع وينغمسون في العوالم الإفتراضية دون التأكد من صحة الأخبار الواردة .الظاهرة أصبحت جد خطيرة وتستدعي إهتمام الأجهزة الحكومية قبل أن يتحول مغربنا الحبيب إلى فوضى الإخبار وفوضى في توجهات الرأي العام