خطر الإرهاب في منطقة الساحل وجنوب الصحراء. يجمع غرينواي والحموشي
قام المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، زوال اليوم الخميس، بإستقيال “روبرت غرينواي” مساعد مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي المكلف بشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، وذلك لمناقشة الوضعية الأمنية الراهنة في امتداداتها الجهوية والدولية، خصوصا التهديدات الإرهابية المتنامية في مناطق التوتر في الساحل وجنوب الصحراء.
وشارك في هذا اللقاء، الذي احتضنه مقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالرباط، سفير الولايات المتحدة الأمريكية المعتمد لدى المملكة المغربية، دافيد فيشر، حيث خصص حيز كبير منه لمناقشة مختلف التهديدات الأمنية من بينها الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وتحديدا شبكات وكارتيلات الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية.
وقد استحضر المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني مع مساعد مستشار الأمن القومي والسفير الأمريكي بالرباط، متانة ومستوى العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، التي تعود لأكثر من قرنين من الزمن عندما كانت المملكة المغربية والشعب المغربي أول بلد وأمة يعترفان باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية.
كما استعرض الجانبان أيضا حصيلة وآفاق التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات الأمنية، والتي وصفاها بأنها “نموذج يحتدى به على المستويين الإقليمي والدولي” وبأنها” واعدة بمزيد من التوطيد والتطوير على النحو الذي يضمن تعزيز التعاون الأمني بين البلدين”.
وبعدما أشاد المسؤولان الأمني والدبلوماسي الأمريكيان بالدور الكبير الذي تنهض به مصالح الأمن المغربية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة على المستويين الوطني والدولي، وبأهمية وقيمة المعلومات والخبرات التي تتقاسمها في هذا المجال مع مختلف الشركاء الدوليين، فقد عبّرا أيضا عن التزام الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير مستويات هذا التعاون، وتنويع أشكاله ومجالاته، بما يسمح بخلق جبهة أمنية مشتركة قادرة على حرمان الإرهابيين من كل ملاذ آمن أو من قواعد خلفية أو مصادر للتمويل والاستقطاب.
كما استعرضا الجانبان أيضا سبل وآليات تدعيم التعاون الأمني الثنائي في الصحراء المغربية، خصوصا في أعقاب القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف الكامل بسيادة المغرب على مجموع أقاليمه بالمناطق الجنوبية للمملكة.
وقد جدّد الجانب الأمريكي في ختام هذه المحادثات الثنائية مع المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني التأكيد مرة أخرى على “اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالدور التاريخي للمغرب والمغاربة إزاء الشعب الأمريكي”، كما التزما أيضا بتدعيم وتثمين أشكال التعاون الثنائي ليشمل مختلف المجالات الأمنية والشرطية بين البلدين.