ندوة تبرز دور المجالس العلمية في التأطير الديني خلال الجائحة
شيشاوة – أبرز المشاركون في ندوة نظمت، اليوم السبت بشيشاوة، الدور الذي اضطلعت به المجالس العلمية المحلية، بمختلف أقاليم المملكة، في تقوية ودعم التأطير الديني للمواطنين خلال فترة جائحة (كوفيد-19).
وتطرق المشاركون في هذه الندوة، التي نظمها المجلس العلمي المحلي لإقليم شيشاوة حول موضوع “وباء كورونا المستجد .. مقاربة شرعية واقعية”، إلى الحضور التربوي والتأطيري للمجالس العلمية خلال الجائحة، وذلك قصد الإجابة عن أسئلة المواطنين والمواطنات المتعلقة بمعرفة دينهم والتوفيق بينها وبين مستجدات العصر.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم شيشاوة، السيد عبد الحق الأزهري، أن المسلمين عاشوا خلال فترة الجائحة، وضعية غير مألوفة أسفرت عن بروز مجموعة من النوازل الشرعية من قبيل إغلاق المساجد في وجه صلاة الجماعة بسبب الوباء، والتباعد الجسدي أثناء الصلاة جماعة وإقامة صلاة التراويح خلف البث المباشر وغيرها من القضايا.
وأوضح السيد الأزهري، في هذا الصدد، أن المجالس العلمية المحلية أنتجت “حراكا فقهيا”، فكثر الاستفتاء حول أحكام العبادات، وزاد إقبال المواطنين على البرامج الدينية والدعوية والثقيفية، فتضاعفت ثقتهم في العلماء وتعززت أواصرهم بمبادئ الدين الحنيف.
وانطلاقا من رعاية بعد المصلحة، على اعتبار أن الإسلام جاء معالجا لقضايا كل الأزمنة والعصور، أبرز السيد الأزهري أن الفتاوي المتعلقة بأحكام العبادات زمن الجائحة اعتمدت مبدأ “تقديم حفظ النفس على حفظ الدين”، ذلك أن دفع المضرة أولى من جلب المصلحة.
وعلى صعيد آخر، أشار رئيس المجلس العلمي المحلي إلى أن المملكة المغربية أدارت، كنموذج يحتذى به، بشكل ناجح أزمة كورونا، مؤكدا أن الوباء يوجب على الفقيه المجتهد إيجاد الأجوبة على الأسئلة الملحة، مستحضرا البعد الواقعي وأثره في تغيير الفتوى حسب النوازل المستجدة.
من جهته، نوه المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بشيشاوة، السيد سعيد إعزي، بالدور الذي اضطلع به المجلس العلمي المحلي بالإقليم في إعداد برامج علمية في هذه الظرفية الوبائية تبتغي ترسيخ معرفة علمية تقدم صورة إيجابية عن الإسلام وتواجه الانحرافات وترفع التحديات.
وذكر السيد إعزي بأنه تنفيذا لتعليمات أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بشأن اتخاذ جميع التدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد وبناء على قرارات السلطات العمومية المختصة سن حالة الطوارئ الصحية، اعتمدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مجموعة من الإجراءات للحد من مخاطر انتشار هذا الوباء.
وفي هذا السياق، توقف المسؤول الإقليمي عند إغلاق المساجد لتجنب تفشي الوباء، وتوقيف الدراسة بالمؤسسات التربوية التابعة للوزارة، وإلغاء جميع المواسم الدينية، وتقديم دروس محو الأمية على التلفاز والإنترنيت، وذلك عملا بتوجيهات الشرع في حفظ الأنفس والأبدان من الهلاك ومن جميع الأضرار.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء العلمي، بتقديم مداخلة من طرف رئيس المجلس العلمي المحلي بمراكش، السيد محمد عز الدين المعيار الإدريسي، تناولت مواقف علماء من الأمراض والأوبئة، إسهاما منهم في معالجة ما يترتب عن وضعية الأوبئة من مواقف، والتقيد بنصوص الشرع الآمرة بالاحتراز والوقاية.
وتوزع برنامج هذه الندوة بين جلستين علميتين، حيث تناولت الأولى مواضيع من قبيل “التضامن زمن الجائحات .. وقاية للمجتمع وتأمين للنعم”، و”وباء كورونا المستجد .. مقاربة صحية”، فيما انكبت الجلسة الثانية على دور العلماء في نشر الوعي زمن الجائحة، والدروس والعبر المستقاة من الوباء، والمقاربة النفسانية لوباء كورونا وغيرها من المواضيع.
ويندرج تنظيم هذه الندوة في إطار الأنشطة العلمية والثقافية للمجلس العلمي المحلي لإقليم شيشاوة، وذلك بهدف إبراز الدور الريادي لمؤسسة العلماء داخل الإقليم وخارجه، وانفتاحا على القضايا المجتمعية المعاصرة لترسيخ المعرفة الدينية الرصينة ومسايرة المستجدات الطارئة.