إقليم الحوز- مشروع طموح للطب عن بعد لفائدة ساكنة المناطق النائية
جماعة تيغدوين (إقليم الحوز) – تقود المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة مراكش – آسفي، مشروعا طوحا يتمثل في إرساء تقنية الطب عن بعد داخل مختلف الهياكل الصحية التابعة للجهة، وخاصة بالمراكز الصحية الواقعة في المناطق المعزولة أو النائية.
وقد تم إرساء هذا المشروع، الذي يروم تقريب الخدمات الصحية من الساكنة بكل فعالية، والرفع من مردودية الموارد البشرية الموجودة، وخاصة في ما يتعلق بالأطباء المتخصصين، أمام الخصاص من حيث الموارد البشرية الذي تعرفه المنظومة الصحية، على مستوى 29 مركزا صحيا، و8 مراكز استشفائية تابعة لجهة مراكش – آسفي.
وعلى صعيد المركز الصحي القروي (المستوى 2) بجماعة تيغدوين (إقليم الحوز) عاين فريق من قناة (M24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أمس الخميس، إجراء استشارات في طب الأطفال عن بعد، قام بها طبيب متخصص من المستشفى الجامعي الدولي الشيخ زايد بالرباط، لفائدة خمسة أطفال ينحدرون من هذه الجماعة، تتطلب حالتهم الصحية خبرة ورأي أحد الأخصائيين في طب الأطفال.
ومن أجل ضمان نجاح هذا المشروع، تمت تهيئة قاعة للفحص عن بعد داخل المركز الصحي لتيغدوين، وتزويدها بأجهزة متطورة موجهة للطب عن بعد، من قبيل أجهزة القياس أو الفحص (سماعات مرتبطة بالانترنت)، قصد تمكين المرضى من الولوج إلى الشبكة واستشارة أطباء متخصصين عن بعد.
وقالت الممرضة الرئيسية، السيدة لمياء بوجرفاوي، المسؤولة عن برنامج الاستشارة عن بعد على مستوى هذا المركز الصحي، في تصريح للقناة، إنه منذ إطلاق هذا المشروع في يوليوز الماضي، على مستوى هذه البنية الصحية، استفادت ساكنة الجماعة والجماعات المجاورة من عدة استشارات متخصصة، 15 منها في الأمراض الجلدية، و20 في أمراض الأطفال، و24 في أمراض النساء، و2 في أمراض الجهاز الهضمي، ومثلهما في الغدد الصماء، و5 في أمراض القلب.
وأوضحت أنه يتم إجراء الاستشارة عن بعد في الحالات التي تتطلب تدخل أخصائيين، وفق جدول زمني يعده ويرسله مسؤولو مستشفى الشيخ زايد.
وحرصت السيدة بوجرفاوي، في هذا السياق، على التعبير عن شكرها للمسؤولين والأطر الطبية بمستشفى الشيخ زايد، على تعبئتهم الدائمة، والجهود التي يبذلونها لفائدة هذه الساكنة، التي تعيش في منطقة نائية، معروفة بوعورة تضاريسها.
وبحسب المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة مراكش – آسفي ، فقد تم تخصيص مبلغ مليون درهم لاقتناء المعدات المعلوماتية الضرورية لتجهيز القاعات المخصصة للاستشارة الطبية عن بعد.
كما تمكن هذه التقنية من الاستفادة من خبرة أطباء متخصصين بالمراكز الاستشفائية الجامعية، في مجال تشخيص بعض الحالات المعقدة.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم توقيع اتفاقيتي شراكة تهمان هذا المشروع، الأولى مع المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، وكلية الطب والصيدلة بمراكش، ومجلس جهة مراكش – آسفي، وتتعلق بمعالجة الحالات ما بين المراكز الصحية، والمراكز الاستشفائية والمركز الاستشفائي الجامعي.
أما اتفاقية الشراكة الثانية، فقد تم توقيعها مع الجمعية المغربية للطب عن بعد ومستشفى الشيخ زايد بالرباط، وتتعلق بمعالجة حالات مباشرة بين المراكز الصحية وهذا المستشفى.
يذكر أنه تم منذ انطلاق العمل بهذه التقنية، في شهر مارس من سنة 2020، على مستوى جهة مراكش –آسفي، إجراء أزيد من 170 استشارة طبية عن بعد، متمركزة خصوصا بإقليمي الحوز وآسفي، حيث “يعرف اختصاص أمراض الجهاز العصبي إقبالا كبيرا على هذه العملية”.
ويندرج مشروع الطب عن بعد في إطار الدعامة الأولى للمخطط الاستراتيجي 2025، والمتعلقة بتنظيم وتطوير عرض العلاجات، بهدف تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية.