وحدات التعليم الأولي.. أداة فعالة لضمان تكافؤ الفرص للولوج إلى التعليم
تعتبر وحدات التعليم الأولي التي تندرج في إطار البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الرامي إلى دعم الاستثمار في رأس المال البشري للأجيال الصاعدة، أداة فعالة لضمان تكافؤ الفرص للولوج إلى التعليم.
وضمن الأوراش التي أطلقتها المبادرة في سياق جهودها الرامية إلى تعميم التعليم الأولي بالوسطين الحضري والقروي على السواء، مبادرتها إلى إحداث أربع وحدات متخصصة في هذا النوع من التعليم بإقليم النواصر (جهة الدار البيضاء-سطات)، يستفيد منها 280 طفلا، منتمين إلى دواوير بولو بساتين السعادة، وحميدة اشليحات، والكراولية ومحفوظ سالم الكائنة بجماعة أولاد عزوز.
وقد خصصت مبلغا إجماليا يقدر بـ 1,536 مليون درهم، لإحداث وتهيئة وتجهيز وتسيير هذه الوحدات في إقليم النواصر، بهدف تعزيز التعليم الأولي في هذه المناطق، نظرا لدورها في التنمية المعرفية والاجتماعية للأطفال، وفي السير الجيد لمسارهم الدراسي.
وتتوفر هذه الوحدات، التي تم إحداثها بتعاون مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، على قاعة واحدة على الأقل، يستفيد منها حوالي 30 طفلا.
ويتم اختيار المربيات في هذه الوحدات من قبل المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، بالتعاون مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، ووزارة التربية الوطنية، بهدف توفير تكوين ذي جودة لهؤلاء الأطفال، وتمكينهم من ولوج المدرسة الابتدائية وهم يتوفرون على المعارف المسبقة الضرورية لمواصلة تحصيلهم الدراسي.
وتعطي وحدة التعليم الأولي في دوار محفوظ سالم بجماعة أولاد عزوز، التي تم إحداثها بقرية الأطفال SOS دار بوعزة، صورة واضحة عن فعالية هذه الآلية في تعزيز التعليم لدى الأطفال.
ويستفيد من هذه الوحدة، التي تتوفر على ثلاث قاعات مخصصة للتعليم الأولي ويشرف عليها سبع مربيات، 90 طفلا، يتعلمون القراءة والكتابة، ويتعرفون على الوسط المدرسي قبل دخول المدرسة الابتدائية.
وبهذا الخصوص، أكدت رئيسة قسم العمل الاجتماعي بإقليم النواصر ابتسام رينجا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية إم 24، بمناسبة اليوم العالمي للتعليم، أن هذا البرنامج الممول من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يهدف إلى تعميم التعليم الأولي بالإقليم، من خلال توفير بيئة تعليمية ممتعة للأطفال، تستجيب لمعايير ومتطلبات الوزارة الوصية.
وأضافت أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تعمل جنبا إلى جنب مع العديد من الجمعيات على غرار المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، من أجل تقريب المدارس من الأطفال في المناطق الهشة، مشيرة إلى أنه على مستوى إقليم النواصر، قامت المبادرة الوطنية بإحداث وتهيئة وتجهيز وتسيير أربعة مراكز، كما تعمل على إحداث أربعة مراكز أخرى للتعليم الأولي.
وبحسب رينجا، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعمل على توفير كافة الظروف الملائمة لهؤلاء الأطفال، بما في ذلك النقل المدرسي، من أجل تعليم ذي جودة، من شأنه تعزيز تنمية رأس المال البشري والمساواة، مشيرة إلى أن هذه الوحدات تتطلب ميزانية قدرها 1,536 مليون درهم ، مخصصة لإحداث هذه الوحدات وتهيئتها وتجهيزها وتسييرها.
وأبرزت أنه يتم اختيار وتكوين الأطر التربوية للتعليم الأولي، من قبل المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، في إطار شراكة بين الطرفين تهدف إلى توحيد الموارد البشرية والمالية من أجل ضمان نجاح هذه الوحدات، مبرزة أنه بالنظر إلى النتائج الإيجابية لهذه الوحدات، تعمل المبادرة على إحداث أربع وحدات أخرى في دواوير تابعة للإقليم.
وفي ما يتعلق بوحدة التعليم الأولي في دوار محفوظ سالم بجماعة أولاد عزوز، والتي تم إحداثها داخل قرية الأطفال SOS دار بوعزة، سجلت رينجا، أن هذه الوحدة تبرز سياسة الانفتاح والشراكة التي تنتهجها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث قامت قرية الأطفال SOS بتوفير البناية، فيما قامت المبادرة بتمويل تهيئة وتجهيز البناية، بينما تكلفت المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي باختيار الطاقم التربوي.
وأبرزت أن المبادرة تتبنى هذا النموذج من الشراكة، لإحداث المزيد من وحدات التعليم الأولي، والسماح لأكبر عدد من الأطفال في الدواوير التابعة لإقليم النواصر بالاستفادة من التعليم الأولي.
من جهتها ، أشارت المسؤولة بقسم التنمية في المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي مليكة كسلي إلى أن المؤسسة التي تم إنشاؤها سنة 2008، بمبادرة من المجلس الأعلى للتربية والتكوين وبتعاون مع وزارة التربية الوطنية ووزارة الداخلية، ومؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية في التربية والتكوين، تتولى اختيار المربيات وتكوينهم في وحدات التعليم الأولي.
وأبرزت أن هؤلاء المربيات، اللائي يتم تعيينهن بشراكة مع أنابيك، يستفدن من تكوينات ذات جودة عالية، من خلال مواد وبرامج بيداغوجية تتيح للمربيات تطوير القدرات المعرفية والاجتماعية للأطفال، وإعدادهم لولوج المستوى الابتدائي، مسجلة أن المؤسسة تشرف أيضا على جودة التعليم من خلال التقييم الدائم للمربيات ومستوى الأطفال المستفيدين.
وأضافت كسلي أن المؤسسة تقوم بتدبير آلاف الأقسام في جميع أنحاء المملكة، مما يساهم في تعميم التعليم الأولي، وخاصة بين الأطفال من الأوساط المعوزة.
من جانبها، أوضحت المربية في المؤسسة بوحدة التعليم الأولي بقرية الأطفال SOS دار بوعزة فاطمة الحواري أن الأطفال الـ 90 المستفيدين من هذه الوحدات يتوزعون على ثلاثة أقسام، مؤكدة أن هدف المربيات يكمن في تمكين كل تلميذ من القدرة على القراءة والكتابة والاستئناس بالوسط المدرسي.
وشددت على أن التعليم الأولي يساهم في مكافحة الهدر المدرسي، وتنمية شخصية الطفل وإعداده لولوج التعليم الابتدائي، مع امتلاك جميع المعارف المسبقة الضرورية لمواصلة دراسته في ظروف جيدة.
يشار إلى أنه حسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن التفاوتات من حيث الولوج إلى التعليم تعد من بين العوامل الرئيسية لعدم المساواة في التنمية البشرية.