بدرجة عالية من الشفافية والنجاعة….عملية الإحصاء المتعلق بالخدمة العسكرية تتكلل بالنجاح
كللت عملية الإحصاء المتعلق بالخدمة العسكرية برسم السنة الجارية، التي جرت في الفترة ما بين 13 دجنبر 2021 و 10 فبراير 2022، بنجاح كبير، وذلك بفضل التدابير التي أطرت سير هذه العملية والتي اتسمت بدرجة عالية من الشفافية والنجاعة.
وشهدت عملية الإحصاء، التي جرت تنفيذا للتعليمات الملكية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، إقبالا لافتا عكس وعي الشباب، من كلا الجنسين، والآباء، على حد سواء، بأهمية الخدمة العسكرية وما توفره من فرص لتأهيل الشباب للولوج إلى سوق الشغل من خلال شواهد التكوين المهني، المعترف بها من طرف الدولة، والتي يتحصلون عليها في ظرف وجيز. كما يكشف هذا الاهتمام المتزايد من لدن الشباب بهذه العملية عن ثقتهم الكبيرة في مجموع التدابير والإجراءات المواكبة لها.
وإلى جانب الإقبال الكثيف على التسجيل في الموقع الإلكتروني المخصص لها www.tajnid.ma، سجلت عملية الإحصاء اهتماما كبيرا من جانب الشباب وآبائهم تجلى في طرح مجموعة من التساؤلات حول هذه العملية، وهي تساؤلات تنم عن وعيهم بأن هذا الواجب الوطني يشكل فرصة ثمينة تمكن الشباب من اكتساب مهارات نوعية تطور قدراتهم الذاتية والمهنية والمعرفية، بما يسهل اندماجهم بسهولة في سوق الشغل، سواء في القطاع العام أو الخاص أو إطلاق مشاريعهم الخاصة.
ويتيح الموقع الالكتروني الذي أحدثته وزارة الداخلية تعبئة استمارة الإحصاء والتأكد من أن الشباب المعنيين مدعوون لأداء الخدمة العسكرية، وكذا تحميل نموذج طلب الإعفاء، فضلا عن تقديم معلومات وبيانات تتعلق بالخدمة العسكرية وعملية الإحصاء والنصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة المؤطرة لها.
كما ساهمت الحملة الإعلامية والتواصلية واسعة النطاق التي أطلقت بهذه المناسبة، في نقل صورة حديثة عن هذه الخدمة وتشجيع الشباب على التسجيل في الإحصاء طواعية وعن اقتناع، في أفق الالتحاق بصفوف المجندين.
وتميزت هذه الحملة التي شملت كافة وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب وكذا وسائط التواصل الحديثة، باعتماد أسلوب مبتكر وطريقة بيداغوجية في التعريف بمرامي الخدمة العسكرية ومزاياها وبسير عملية الإحصاء من خلال بث كبسولات ديداكتيكية ركزت على تقديم “مسارات موفقة ” للمستفيدين من الخدمة العسكرية، إناثا وذكورا.
وسلطت الحملة أيضا، الضوء على العرض الجديد للخدمة العسكرية، الذي يتيح، فضلا عن الاستفادة من حصص رياضية للحفاظ على اللياقة البدنية والجاهزية، وترسيخ قيم المواطنة، مجموعة من التكوينات في مختلف المهن، مما يفتح آفاقا جديدة أمام المستفيدين ويعبد طريق ولوجهم لسوق الشغل.
وفي هذا الصدد، تفيد الأرقام التي تم الإعلان عنها خلال اجتماع عقدته اللجنة المركزية للإحصاء الخاص بالخدمة العسكرية اليوم الاثنين بالرباط، بأن عدد الشباب ،ذكورا وإناثا، الذين تطوعوا لأداء الخدمة بلغ 99 ألفا و 60، تشكل نسبة الإناث أزيد من 29 بالمائة منهم.
أما عدد الشباب الذين استكملوا إجراءات الإحصاء المتعلق بالخدمة العسكرية برسم السنة الجارية، فبلغ 178 ألفا و166 مقابل 133 ألفا و820 سنة 2019.
فيما وصل عدد الشابات اللائي تطوعن للخدمة العسكرية 29 ألفا و13 شابة أي بنسبة تفوق 16 بالمائة من مجموع الشباب الذين تم إحصاؤهم.
والخدمة العسكرية، كما أكد ذلك الملك محمد السادس في خطابه أمام أعضاء مجلسي البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية العاشرة “تقوي روح الانتماء للوطن، كما تمكن من الحصول على تكوين وتدريب يفتح فرص الاندماج المهني والاجتماعي أمام المجندين الذين يبرزون مؤهلاتهم، وروح المسؤولية والالتزام”.
وقد شدد الملك على أن “جميع المغاربة المعنيين، دون استثناء، سواسية في أداء الخدمة العسكرية، وذلك بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم الاجتماعية وشواهدهم ومستوياتهم التعليمية”.
وبهذا المعنى تشكل الخدمة العسكرية تجربة مفيدة ورائدة في مسار حياة المواطن، وقيمة مضافة تسمح للمجند بتلقي مجموعة من الدروس والتجارب الهامة التي من شأنها أن تساهم في إغناء حياته الخاصة والمهنية، علاوة على كونها مناسبة للتعرف على شباب من نفس السن، شباب كله حيوية وإرادة وطموح، يمثل مختلف جهات المملكة ومختلف اللهجات.